شعوب تشرب النفط
صفحة 1 من اصل 1
شعوب تشرب النفط
شعوب تشرب النفط
(1)
على مواء طفلته حديثة الولادة يستيقظ ( عاطل ) كعادته في المساء الباكر
يسفح الصنبور سائلا نتنا لزجا أسود.. يدهن عاطل وجهه على عجل ..
رائحة الذهب الأسود تفلح وجه ( عاطلة )
أوشكت شهادتها على تهديها في الحلم ذهبا أصفر!!
رائحة الأسود تقطع عليها الحلم !
عاطلة : إلى أين ؟!!
عاطل :سأهبط أبحث عن وظيفة .. أشعر بأن الحظ سيسعفني الليلة بوظيفة تليق بحجم شهاداتي
تخلفه عاطلة على الصنبور وهي تتمم: مسكين أنت يا عاطل كم مرة تثاءبتُ على لوثة تفاؤلك !!
لازال الصنبور يسفح سائلا أسود.. ولازالت عاطلة تتأمل السواد ..
أكره السواد..
أكره السوااااااد ..
أكره السوااااااااااااد.....
فكرة مجنونة تبرق في عين عاطلة !!
تهرع لصندوقها القديم .. حيث مجوهراتها قديما
متى كانت هنا قبل سنة أو ستة أشهر .. ماعادت عاطلة تذكر !
كل ماتذكره انها بيعت بعد تخرجها على دفعات.. لتحل محلها أوراق مرقمة ..
فاتورة الكهرباء.. الماء.. الاتصالات.. وأقساط السيارة.. الثلاجة.. الفرن.. الغسالة..الكنب.. غرفة النوم ..و فواتير مستشفى.. روشتات أدوية.. وقائمة مستلزمات نسيت في زحمة البيع ان تشتريها .. ومخطط صغير لبيت حلم خطته مع عاطل ...خاطرة عشق بخطها باسم زوجها ..معروض استجداء بخطها باسم الكرسي الدوار
عله يعلها بوظيفة مغتربة ولو كانت بأقصى الصحراء !!
لمجابهة السواد تجمع عاطلة الأوراق الملونة تزج بها في معركة البقاء للأقوى..
لمن يرشي..لمن يبيع ضميرا .. لمن يملك واسطة..
تطعن الأسود بالألوان !
ابتسامة عاطلة وهي تراقب الألوان تغرق في الذهب الأسود تتوسع بضحكة ..
والضحكة تنشدق بقهقة :
موتي أيتها الأحمال والأحلام .. موتي ذوبانا في الأسود !!
(2)
وذاب الملف الأخضر تحت إبط عاطل ..
وذابت ببطنه شهاداته المصفرة !!
تحت تأثير حرارة الجزيرة.. والضغط الجوي/ الدموي.. والتراكم الهمي..
وتبعات الانضمام إلى منظمة التجارة .. وتأرجح الأسهم ..
واستئصال الشرف الدودوي وزرع البطالة المقتنعة المقنعة ..
يلتصق عاطل بالأرض / الأم ..
هكذا تجذب الأم أبناءها.. تمتصهم إلى الأسفل ..
يتسربوا في عروقها ..
ليحولهم الزمن إلى ( عوالق) تلك المخلوقات المترسبة بعفن يخلق النفط .
(1)
على مواء طفلته حديثة الولادة يستيقظ ( عاطل ) كعادته في المساء الباكر
يسفح الصنبور سائلا نتنا لزجا أسود.. يدهن عاطل وجهه على عجل ..
رائحة الذهب الأسود تفلح وجه ( عاطلة )
أوشكت شهادتها على تهديها في الحلم ذهبا أصفر!!
رائحة الأسود تقطع عليها الحلم !
عاطلة : إلى أين ؟!!
عاطل :سأهبط أبحث عن وظيفة .. أشعر بأن الحظ سيسعفني الليلة بوظيفة تليق بحجم شهاداتي
تخلفه عاطلة على الصنبور وهي تتمم: مسكين أنت يا عاطل كم مرة تثاءبتُ على لوثة تفاؤلك !!
لازال الصنبور يسفح سائلا أسود.. ولازالت عاطلة تتأمل السواد ..
أكره السواد..
أكره السوااااااد ..
أكره السوااااااااااااد.....
فكرة مجنونة تبرق في عين عاطلة !!
تهرع لصندوقها القديم .. حيث مجوهراتها قديما
متى كانت هنا قبل سنة أو ستة أشهر .. ماعادت عاطلة تذكر !
كل ماتذكره انها بيعت بعد تخرجها على دفعات.. لتحل محلها أوراق مرقمة ..
فاتورة الكهرباء.. الماء.. الاتصالات.. وأقساط السيارة.. الثلاجة.. الفرن.. الغسالة..الكنب.. غرفة النوم ..و فواتير مستشفى.. روشتات أدوية.. وقائمة مستلزمات نسيت في زحمة البيع ان تشتريها .. ومخطط صغير لبيت حلم خطته مع عاطل ...خاطرة عشق بخطها باسم زوجها ..معروض استجداء بخطها باسم الكرسي الدوار
عله يعلها بوظيفة مغتربة ولو كانت بأقصى الصحراء !!
لمجابهة السواد تجمع عاطلة الأوراق الملونة تزج بها في معركة البقاء للأقوى..
لمن يرشي..لمن يبيع ضميرا .. لمن يملك واسطة..
تطعن الأسود بالألوان !
ابتسامة عاطلة وهي تراقب الألوان تغرق في الذهب الأسود تتوسع بضحكة ..
والضحكة تنشدق بقهقة :
موتي أيتها الأحمال والأحلام .. موتي ذوبانا في الأسود !!
(2)
وذاب الملف الأخضر تحت إبط عاطل ..
وذابت ببطنه شهاداته المصفرة !!
تحت تأثير حرارة الجزيرة.. والضغط الجوي/ الدموي.. والتراكم الهمي..
وتبعات الانضمام إلى منظمة التجارة .. وتأرجح الأسهم ..
واستئصال الشرف الدودوي وزرع البطالة المقتنعة المقنعة ..
يلتصق عاطل بالأرض / الأم ..
هكذا تجذب الأم أبناءها.. تمتصهم إلى الأسفل ..
يتسربوا في عروقها ..
ليحولهم الزمن إلى ( عوالق) تلك المخلوقات المترسبة بعفن يخلق النفط .
lolsab- ميدالية التميز
- عدد الرسائل : 82
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: شعوب تشرب النفط
جزاكم اللة خيرا
lolsab- ميدالية التميز
- عدد الرسائل : 82
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى