في مسجدنا سارق .. !
صفحة 1 من اصل 1
في مسجدنا سارق .. !
من طرف lolsab الأحد ديسمبر 23, 2007 2:45 pm
في مسجدنا سارق .. !
<hr style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(منذُ عدَّة سنوات) ...
في أحد الأيام الرمضانية.. وبعد أن تناولتُ وجبة السحور، تركتُ منزلي متَّجهًا -كالعادة- صوب مسجد المرسابة، وذلك لتأدية الفجر جماعةً في ذلك المسجد المتواضع الكائن في مدينتنا " كريتر " ..
امتلأ المسجدُ بعدد لا بأس به من المصلين كحال الخمس الأوائل من ذلك الشهر الفضيل، حيث تكون الهمم عالية قبل أن تغرق في مستنقع الشهوات والدنيا الزائلة ..
كان الإمام في الركعة الأخيرة من الصلاة حينما سُمعَ صراخٌ من الخارج بدا لنا أنَّه لشخصين يتشاجران .. فترك البعض صلاتهم قبل انتهاءها وخرجوا -بدافع الفضول البشري- لرؤية ذلك الشجار، بينما أكمل الإمام صلاتنا بعجالةٍ على غير العادة، فأنهى التشهّد الأخير في زمن قياسي -غير مسبوق- بلغ 15 (ثانية/تشهد)، كان لا بُدّ من إضافته إلى موسوعة الأستاذ "جينس" للأرقام القياسية .. ثمّ خرجنا جميعًا لمعرفة الحكاية ..
كانت الحكاية أنَّ رجلاً من أهل حارتنا فاتَتْه الركعة الأولى، وبينما هو على وشك الدخول إذ رأى أحدهم على وشك الفرار -أثناء الصلاة- من المسجد وبيده حقيبة ممتلئة، فاشتبه به أن يكون قد سرق بعض الأحذية وأمسك به، فتعاركا معًا حتى قدوم جمع من المصلين وقُبضَ على السارق حينها، وانهال الجميع عليه بالضرب بعد رؤيتهم للأحذية المسروقة التي وُجدتْ في حقيبته ..
لم أشك للحظة واحدة أنَّ ذلك اللص سيجرؤ على معاودة الكرّة مرةً أخرى بعد الضرب الشديد والمبرح الذي نال معظم أجزاء جسده، فالجميع قد شارك بعملية الضرب ابتداءً بي وانتهاءً بالحاج "عوض" ذو الخامسة والسبعين ربيعًا، فلم يثنه جسده المنهك بالعديد من الأمراض كـ/ "التهاب المفاصل" و "السكري" و "الضغط" عن المشاركة طمعًا في نيل نصيبه من المجد والشرف .. !
اقترح إمام مسجدنا -ذو الهيبة والوقار- أن نقيم الحدّ على السارق، وذلك بقطع يده ليكون عبرةً لمن لم يعتبر؛ إلَّا أنَّ رأيه لم يلقَ قبولاً من الأغلبية، وأُطلق سراحه بعدما أقسم أنَّه لن يسرق بعد اليوم، ولن تدوس قدماه أرض حارتنا طوال عمره المتبقي ..
مساء ذلك اليوم ... كان أهل الحارة -مِمَّن شهدوا موقعة "ذات السارق"- يقصّون ويتندرون بذلك الإنجاز العظيم، حتى كان الغائب عن المسجد فجر ذلك اليوم يعضُّ أصابع الندم ويتمنى لو كان متواجداً في تلك الموقعة ..
(بعد ذلك بسنوات) ...
أُقيم في ذات المسجد حفلٌ تكريمي للدفعة الجديدة من حفظة كتاب الله، وقد دُعِيَ لذلك الحفل جمعٌ من المواطنين وأولياء أمور الطلَّاب، في مقدمتهم شخصية هامة جداً (VIP).
لم أستطع رؤية ذلك الـ " هام جداً " في بادئ الأمر -إذ كانت رؤية الشخصيات الهامة من هواياتي المحببة- ؛ نظراً لكوني في مؤخرة الصفوف بينما كان في المقدمة إضافةً إلى إحاطته بالعديد من رجال الأمن لحمايته من المتطفلين أمثالي ..
في نهاية الحفل، صعد إمامنا -ذو الهيبة والوقار- إلى المنبر وقال بصوتٍ مسموع:
- أمَّا الآن، فقد حان وقت الختام مع تكريم حفظة القرآن .. ثُمَّ إنَّه ليشرفني أن يكون بيننا اليوم راعي هذا الحفل الخيري السيد (VIP)، فليتفضل مشكوراً مأجوراً ..
لم أصدِّق ما رأته عينيّ .. !
وقفتُ مشدوهًا والذهول لا يكاد يفارقني وأنا أرى سارق الأحذية ذاته يقوم بتسليم الجوائز والشهادات التقديرية إلى طلَّاب القرآن .. !
هل أُصبتُ بهلوسةٍ بصرية أو شيء من هذا القبيل ؟! .. أم إنَّ الجميع -بمن فيهم إمامنا الرشيد- قد تناسوا ملامحه ولم يتعرفوا عليه ..!
حاولتً أن أتفوه ولو بكلمةٍ واحدة ... أنْ أذكِّرَ الجميع أنَّ هذا الذي يتسابقون لِلفتِ نظره ومصافحة يده الكريمة ما هو إلَّا ضحية موقعة "ذات السارق" التي اشتركنا بها جميعًا .. لكنَّني لم أجرؤ على قول -فكيف بفعل- شيء .. !
يقول أحد مفكري اليهود: (إنَّ الأحذية الثقيلة هي التي تصنعُ التاريخ)
ربما لم يكن (VIP) مجرد سارق، وأراد فقط أن يبحث له عن حذاءٍ ثقيل ذي كعبٍ عال.. كي يسير به نحو التاريخ ..... أو هذا ما أقنعتُ نفسي به .
<hr style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(منذُ عدَّة سنوات) ...
في أحد الأيام الرمضانية.. وبعد أن تناولتُ وجبة السحور، تركتُ منزلي متَّجهًا -كالعادة- صوب مسجد المرسابة، وذلك لتأدية الفجر جماعةً في ذلك المسجد المتواضع الكائن في مدينتنا " كريتر " ..
امتلأ المسجدُ بعدد لا بأس به من المصلين كحال الخمس الأوائل من ذلك الشهر الفضيل، حيث تكون الهمم عالية قبل أن تغرق في مستنقع الشهوات والدنيا الزائلة ..
كان الإمام في الركعة الأخيرة من الصلاة حينما سُمعَ صراخٌ من الخارج بدا لنا أنَّه لشخصين يتشاجران .. فترك البعض صلاتهم قبل انتهاءها وخرجوا -بدافع الفضول البشري- لرؤية ذلك الشجار، بينما أكمل الإمام صلاتنا بعجالةٍ على غير العادة، فأنهى التشهّد الأخير في زمن قياسي -غير مسبوق- بلغ 15 (ثانية/تشهد)، كان لا بُدّ من إضافته إلى موسوعة الأستاذ "جينس" للأرقام القياسية .. ثمّ خرجنا جميعًا لمعرفة الحكاية ..
كانت الحكاية أنَّ رجلاً من أهل حارتنا فاتَتْه الركعة الأولى، وبينما هو على وشك الدخول إذ رأى أحدهم على وشك الفرار -أثناء الصلاة- من المسجد وبيده حقيبة ممتلئة، فاشتبه به أن يكون قد سرق بعض الأحذية وأمسك به، فتعاركا معًا حتى قدوم جمع من المصلين وقُبضَ على السارق حينها، وانهال الجميع عليه بالضرب بعد رؤيتهم للأحذية المسروقة التي وُجدتْ في حقيبته ..
لم أشك للحظة واحدة أنَّ ذلك اللص سيجرؤ على معاودة الكرّة مرةً أخرى بعد الضرب الشديد والمبرح الذي نال معظم أجزاء جسده، فالجميع قد شارك بعملية الضرب ابتداءً بي وانتهاءً بالحاج "عوض" ذو الخامسة والسبعين ربيعًا، فلم يثنه جسده المنهك بالعديد من الأمراض كـ/ "التهاب المفاصل" و "السكري" و "الضغط" عن المشاركة طمعًا في نيل نصيبه من المجد والشرف .. !
اقترح إمام مسجدنا -ذو الهيبة والوقار- أن نقيم الحدّ على السارق، وذلك بقطع يده ليكون عبرةً لمن لم يعتبر؛ إلَّا أنَّ رأيه لم يلقَ قبولاً من الأغلبية، وأُطلق سراحه بعدما أقسم أنَّه لن يسرق بعد اليوم، ولن تدوس قدماه أرض حارتنا طوال عمره المتبقي ..
مساء ذلك اليوم ... كان أهل الحارة -مِمَّن شهدوا موقعة "ذات السارق"- يقصّون ويتندرون بذلك الإنجاز العظيم، حتى كان الغائب عن المسجد فجر ذلك اليوم يعضُّ أصابع الندم ويتمنى لو كان متواجداً في تلك الموقعة ..
(بعد ذلك بسنوات) ...
أُقيم في ذات المسجد حفلٌ تكريمي للدفعة الجديدة من حفظة كتاب الله، وقد دُعِيَ لذلك الحفل جمعٌ من المواطنين وأولياء أمور الطلَّاب، في مقدمتهم شخصية هامة جداً (VIP).
لم أستطع رؤية ذلك الـ " هام جداً " في بادئ الأمر -إذ كانت رؤية الشخصيات الهامة من هواياتي المحببة- ؛ نظراً لكوني في مؤخرة الصفوف بينما كان في المقدمة إضافةً إلى إحاطته بالعديد من رجال الأمن لحمايته من المتطفلين أمثالي ..
في نهاية الحفل، صعد إمامنا -ذو الهيبة والوقار- إلى المنبر وقال بصوتٍ مسموع:
- أمَّا الآن، فقد حان وقت الختام مع تكريم حفظة القرآن .. ثُمَّ إنَّه ليشرفني أن يكون بيننا اليوم راعي هذا الحفل الخيري السيد (VIP)، فليتفضل مشكوراً مأجوراً ..
لم أصدِّق ما رأته عينيّ .. !
وقفتُ مشدوهًا والذهول لا يكاد يفارقني وأنا أرى سارق الأحذية ذاته يقوم بتسليم الجوائز والشهادات التقديرية إلى طلَّاب القرآن .. !
هل أُصبتُ بهلوسةٍ بصرية أو شيء من هذا القبيل ؟! .. أم إنَّ الجميع -بمن فيهم إمامنا الرشيد- قد تناسوا ملامحه ولم يتعرفوا عليه ..!
حاولتً أن أتفوه ولو بكلمةٍ واحدة ... أنْ أذكِّرَ الجميع أنَّ هذا الذي يتسابقون لِلفتِ نظره ومصافحة يده الكريمة ما هو إلَّا ضحية موقعة "ذات السارق" التي اشتركنا بها جميعًا .. لكنَّني لم أجرؤ على قول -فكيف بفعل- شيء .. !
يقول أحد مفكري اليهود: (إنَّ الأحذية الثقيلة هي التي تصنعُ التاريخ)
ربما لم يكن (VIP) مجرد سارق، وأراد فقط أن يبحث له عن حذاءٍ ثقيل ذي كعبٍ عال.. كي يسير به نحو التاريخ ..... أو هذا ما أقنعتُ نفسي به .
lolsab- ميدالية التميز
- عدد الرسائل : 82
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
lolsab- ميدالية التميز
- عدد الرسائل : 82
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى